"الكاراتيه أسلوب حياة". هل سمعت هذه الجملة من قبل ؟
أنا سمعتها وأمعنت التفكير بها. وهو شعورك بأن الكاراتيه يدخل في صميم حياتك ويعبر عن جزء كبير من أسلوب حياتك.
إذا راودك هذا الشعور فإنك تمارس الكاراتيه بالطريقة المثالية، ولكن؛ كثيراً ما أتسائل: "إذا كان - من المفترض - أن تكون ممارستك للكاراتيه أسلوباً للحياة، فلماذا إذاً تبدو بلا روح ؟!".
معظم الكاراتيه في هذه الأيام لا يكون على قد الحياة، بل يمكننا وصفه بأنه ميت. ليس جديداً أو مثيراً، بل قديماً، لا معنى له وقاسياً وعفا عليه الزمن.
قد لا يعجبك حديثي هذا، ولكن تعالو بنا نناقش ذلك بالمنطق، أعتقد أن أي شيء يوصف بـ"أسلوب حياة" يجب أن يشترك مع نفس الصفات مع الحياة نفسها، ومع ذلك أرى أن معظم الكاراتيه على النقيض تماماً.
إنه "الطريق للموت !!" .. حيث أن القواسم المشتركة مع الموت أكثر من الحياة، وهذا تطور مؤسف في الكاراتيه بمفهومه العالمي، ونحن نرى الآن الكثير من ممارسي الكاراتيه يمارسونة بطريقة الـ"زومبي كاراتيه" zombie-Karate إن صح التعبير.
** زومبي: هو مصطلح استخدم كثيراً في أفلام الرعب وألعاب الفيديو وهو يعني الميت الذي عاد للحياة.
وذلك لأن التقليد السائد لممارسة الكاراتيه تكون فقط عبر (مدرسة معينة - صالة تدريب - مدرب - نظام) بدلاً من حرية الاستكشاف والمتوفرة في إمكاناتنا البشرية. واتباع أي نظام بصورة عمياء - حتى وإن كان مصمم بذكاء - لا يمكن أن يحاكي مجمل ديناميكية الحياة.
فإن الواقع الأكيد في هذه الحياة هو التغيير، فالحياة يجب أن تكون متغيرة لا تسير على نمط واحد، على عكس ما تستند إليه الأساليب أو المدارس أو البرامج التدريبية. ما هي إلا مجموعة من: (الحركات الميكانيكية - التقنيات - النماذج - الطقوس - اللغات - العادات) المُعدة مسبقاً. والحياة لا يمكن أن تكون مُعدة مسبقاً. فإنها دائمة التغير ولا يمكن التنبؤ بها.
على الرغم من هذا؛ نحن نحب أن نتبع مجموعة الطقوس والعادات والتعاليم التي وضعها الفرد القديم - من مئات وربما آلاف السنين- دون أن نعرف حقاً لماذا، هذا الفرد قد يكون (وقد لا يكون) عثر على مجموعة من المبادئ القتالية والتي تم تدوينها وتوثيقها في وقت لاحق وتحولت إلى "أسلوب أو مدرسة" ومن ثم توارثت عبر الأجيال.
ياله من توارث مدهش. نعلم أبنائنا مبادئ وطقوس وتقنيات قتالية لم يتم اعدادها لخصائصهم البدنية أو العقلية، ولم يؤخذ في الاعتبار الوضع الإجتماعي، السياق الثقافي، الخلفية التاريخية، ما نحبه وما نكرهه، نقاط القوة ونقاط الضعف ... إلخ. ومع ذلك؛ نجبر أنفسنا بخنوع لتقبل هذه المبادئ والطقوس.
وأخيراً وليس آخراً؛ هل كان الكاراتيه الذي تملكه حياً ؟ ... اثبت ذلك.
لا تميت الكاراتيه قبل أن تموت، عِش باستخدام نفس التقنيات "لكمات - ركلات"، حرر نفسك من معتقداتك، تغلب على نقاط ضعفك وانعدام شعورك بالأمان. عندئذ؛ يمكن للكاراتيه أن يصبح ما كان من المفترض به أن يكون حقاً.
"الكاراتيه أسلوب حياة"