ساهم في نشر الموضوع ؟
فى بداية الأمر "بداية الكاراتيه"؛ كان الهدف من تعلم الكاراتيه هو إكتساب مهارات وفنون وأساليب قتالية بهدف إكتساب القدرة على الدفاع عن النفس، ولكن مع مرور الوقت تحول مفهوم الكاراتيه من أسلوب قتالى إلى رياضة .. ولكن كيف ؟؟
فعندما بدأ الإهتمام بالكاراتيه من خلال العمل على إنشاء الإتحادات والجمعيات والمؤسسات الراعية للكاراتيه، كانت هذه بداية التحول من مفهوم الكاراتيه القتالى إلى الكاراتيه الرياضى، ومنذ القدم وعبر التاريخ، ظل الكاراتيه يتطور بمفهومه الرياضى إلى أن بدأ الكاراتيه القتالى فى التلاشى والإختفاء، ومن ثم إنتهى بالكاراتيه المطاف إلى المفهوم الرياضى الحالى.
فنرى الآن إتحادات الكاراتيه وتسلسلها، ووجوب ممارسة الكاراتيه من خلال وتحت رعاية هذه الإتحادات لتكون هذه الممارسة "شرعية"، تعددت المسميات وتعددت التنظيمات، فنجد إتحاداً دولياً للكاراتيه، يندرج أسفله إتحاداً وطنياً للكاراتيه، ومن ثم منطقة أو فرع وصولاً إلى النادى أو مؤسسة تدريب الكاراتيه، هذه هى المنظومة الحالية التى يجب أن تمارس الكاراتيه من خلالها ويجب أن يندرج إسمك فى كشوفها وقاعدة البيانات الخاصة بها.
ومن ناحية أخرى نجد تنوعات فى المسميات مثال ذلك، إتحاد الكاراتيه الرياضى أو إتحاد الكاراتيه التقليدى، وتصارع كل منظمة منهما فى إدراج كمّ من اللاعبين، وتشكيك كل منظمة فى مصداقية المنظمة الأخرى، وإصدار القوانين التى تحرّم الإنضمام فى المنظمة الأخرى وإلا ستعرض نفسك للشطب كما صرح من قبل رئيس الإتحاد المصرى للكاراتيه .. شاهد التصريح من هنا.
لم يقتصر هذا فقط على المؤسسات، وإنما المدربون أيضاً. فنرى أن إهتمام مدربى الكاراتيه الآن ينصب حول الكاراتيه بالمفهوم الرياضى إلا قليلاً، يظهر ذلك فى وحداتهم التدريبية وأساليبهم فى التدريب، بل والأدهى أن تدريب الكاراتيه أصبح أكثر تخصصية، فهذا مدرب كاتا وذاك مدرب كوميتيه !! لا أرى أى شىء يتحدث عن القتال.
نعم كاتا وكوميتيه، فهذه هى مسابقات الكاراتيه الآن، فبعد إنتقاء لاعبى الكاراتيه، وبعد تعليمهم الكيهون (أساسيات الكاراتيه) يتم تصنيفهم إلى لاعبى كاتا ولاعبى كوميتيه، ويتم تدريب اللاعبين كلٌّ حسب تصنيفه، ليشارك فى البطولات أيضاً حسب هذا التصنيف.
وللقواعد واللقوانين أيضاً نصيب فى هذا التحول، ففى مسابقات الكوميتيه نجد قوانين تحرم لمس الوجه وعقاب اللاعب إذا ما خالف القانون والذى قد يصل فى بعض الأحيان إلى الطرد والحرمان من المشاركة حمل القانون الدولى لتحكيم الكاراتيه من هنا، لا أرى فى ذلك أسلوب قتالى، وإنما رياضة محدودة تحكمها قوانين.
الكاراتيه بمفهومه الرياضى أصاب أيضاً أولياء الأمور واللاعبين وراغبى ممارسة الكاراتيه، وتغير الهدف من ممارسة الكاراتيه من إكتساب أسلوب وفن قتالى إلى ممارسة رياضة من خلالها أشارك فى مسابقات وأجنى بطولات. هل هذا هو الكاراتيه ؟
فأنا أرى أن إهتمام اللاعبين الآن ينحصر فى:
- إجتياز إمتحانات الترقى من حزام لآخر.- الإشتراك فى البطولات الودية والرسمية.
- محاولة حصد الألقاب والمراكز من تلك البطولات.
ونادراً ما تجد أن هدف اللاعب من ممارسة الكاراتيه هو إكتساب أسلوب قتالى للدفاع عن النفس ، وإذا تصادف ذلك نجد أن هذا اللاعب لا يستمر مع الكاراتيه لأن هذا لايشبع طموحه وإحتياجاته .. هل أنا على صواب ؟؟
وإستكمالاً لمسلسل التحول بالكاراتيه من مفهومه القتالى إلى مفهومه الرياضى، يجب أن نشير إلى المحاولات المستميتة من إتحادات الكاراتيه حول العالم لإدراج الكاراتيه كرياضة أولمبية للعمل على إتساع دائرة الشهرة للاعبين للفرق والمنتخبات وإتحادات الكاراتيه وإتساع دائرة الشهرة للكاراتيه نفسه ولكن بمفهومه الرياضى. وآخر تلك المحاولات هى محاولة إدراج الكاراتيه فى أولمبياد 2020 وقد باءت بالفشل.
أعلم أن عصرنا الحالى أصبح للكاراتيه شأن أكثر مما كان عليه من قبل، وأعلم أن للكاراتيه الآن مشجعين ومنتمين أكثر من قبل، وأعلم أن الكاراتيه أصبح أكثر تنظيماً وأكثر إحترافاً من قبل، ولكن ما قصدته من السطور السابقة هو البحث والتنقيب عن الكاراتيه كسلوب قتالى !!.
قد يختلف معى البعض، والبعض يتفق، بل وقد يهاجمنى البعض بالرجعية والجهل، ولكن رضينا أم لم نرضى فهذا "واقع".
هذه رؤيتى، لذا على راغبى النقل، ذكر المصدر: موقع الكاراتيه للأطفال، وذكر صاجب الرؤية وكاتب المقال: كابتن/ حمادى محمد كامل، مع وضع رابط لهذه المقالة.
صدقت فيما كتبت .. أكاديمية التوازن للكراتيه في فلسطين تسعى إلى نشر الكراتيه الحقيقية التي تُنشيء مقاتلين وليس لاعبي بطولات، وانا عضو مدرب فيها أضم صوتي إليك، وأن الكراتيه إذا لم يتم إنقاذها بعد سنين سيضيع مجدها.
ردحذف